الجمعة، 2 سبتمبر 2016

السّعادَة ..لماذا نعاني مِن أجْلِها



مِن رَحمَةِ الله عَلينا أَنّه لَم يَجعَل السَعادة حجرًا مَن يملِكَه فَقَد حازها وحده .




بَل جَعلها شُعورٍ لا يَتَحَكّم فيه الا الانسان نفسه , إذا أَرادَها أَوجَدها و إذا أراد الإسْتِسلامَ للبُؤسِ أَوجَدها أيضًا.
الأناني هو من لا يستخدم كل دقائق حياته في تأمين سعادة الأنانيين-ساشا غيتري
كُل مَا يَسْعَى إِليه الإِنسان مَوجُودًا مَعَهُ مَجانًا , لَكِنّه الطَمَع البَشَري الصِراع الذَاتي مَع الشَيطان لِلحُصُول عَلى كُل شَيء مُتاح تَقَع عَليه أَعْيُنِنا حَتى وإِن لَم نَحتاجه , حَتى وَ إِن كَان فِيه ضَرٌ لَنا وَ لا يَعُود إِلا فِي مُتعة لَحظّية و تَنتَهي مَع الوَقتِ , لَيسَت سعادةٌ حَقيقيّة بَل يُمكِن أَنْ يُقال عَنها نَشوةُ أَو غَيبُوبَةٌ مُؤَقّتة تُشعِرُكَ بِما أَوهَمَتهُ لَكَ ضُغوطِ المُجْتَمَع أَنّكَ سَتَجِدَ سَعادتَك فِيها فَقَط .
وَ بِهذا وَ تَحتَ ضَغْطَ الأقرانِ وَ المُجتَمع ,يَجد الإِنسان مُجبرًا عَلى السَعْي الدَؤوبَ لإِيجادِ تِلْكَ السَعادَةِ الوَهميّة التَي تَم وَضع قَواعِدها طِبقًا لِلمُجتَمع , فَتجِده يَسعى لِلزواج مِن إِمرأة جَميلَة فَقَط لِيوُهِم نَفْسَه أن الجَمال الذَي قَد تَرسّخ على مَرّ عُمرِهِ مِن الإِعْلام و المُجتَمَع قَد حَصَل عَليه و بِالتّالي فإنّه سَعيدٌ بِه الآن , لَكِنّه لا يَعلم أَنّ هذا الجمال الخارِجي سَيَذْوي عِند أَوّل مَطبٍ لِلحياة تُواجِهه إما بِالعُمر أو بِأخلاقٍ لَم تُصاحِب هذا الوَجْه الجميل .
يظن الناس ان الشعور بالسعادة هو نتيجة النجاح ولكن العكس هو صحيح النجاح هو نتيجة الشعور بالسعادة -إبراهيم الفقي
مَاذا عَن وَظيفة مُحددّة تُرضي الأَهل و المُجتَمع و لا تُرضيك لَكِنّك تَحصُل عليها لِمُجرّد إِيهامُ ذاتِي أَن ما يَرونَه جَميلا فَبالتأكيد هُو جَميل , لِأنّ الإنسان شَخصُ إِجتماعي وَ يَتأثّر بِرأي القَطيع كما يُقال عليه عِلم النّفس عن المُجتَمع وَ الأقران , وَ بِالتالي الحَقيقة أَننا لَم نَختار أَي شيء فِي حياتُنا بِإختيارُنا إلّا دِينِنا , وَ أَدعو الله أَن يَكونَ حَال الجَميع كَذلك و لا يَكون كَمن قالوا في الماضي عِندما دعاهم الرسول " هذا ما وَجَدنا آباءنا و أجدادنا يَعبُدون " و تِلك هي المٌشِكِلة الحَقيقيّة فِي زَمانُنا الحَالِي لَقَدْ أَصْبَحَ أَن نَكون مُسلمين شيئا بديهيا لِدَرجَة أَنّنا فَقَدنا تِلك الشُعلة الحَقيقية مِن السّعادة بِداخِلِنَا لِنِعْمَةِ الحُصولِ على تِلكَ النّعمة مِن الإله, أنّه مَنَحنا تِلك الرّحمةُ بِأنّنا وَجَدنا طَريق الحَقِيقَة ,
اننا نسعى جميعا السعادة، ولكن دون أن نعرف أين هي. مثل السكاري الذين يبحثون عن منزلهم، و هم مدركون أن لديهم منزلا ما-فولتير 
وَ بِذَلك تَجد الأَجيال الحَالية تَعلَمُ أَنّها مُسلِمةْ وِ لَكِن إِسأَلها لِماذا أَنت مُسلِم , سَتَجِد أَغلَبُ الإِجابات وَ إِن لَم تَكُن كُلّها , لَقَد وُلِدتُ مُسلِمًا وَ أَبواي مُسلِمان , فَقط لَيس لِأنّه دِين الحَق أو لِأَنّي دَرستَه وَ وَجَدّتُ رَاحتي مَعهُ أَو أَنّني لَم أَجِدُ دِينًا يُشعِرني بِالإكتِمال إلّا هو , بَل الأَدْهى قَد تَجِدَ البَعض يُحرَجُ مِن دِينَه خُصوصا فِي الخارج بِشُعورٍ ضِمني أَن هَؤلاءِ الإرهابِيين القتلة هُم مَن اتّبعوا الدين حقًا وَ كُلّ مَن يَتّبِع الدين حقًا لابُد أَنّ يَكون إرهابيًا , بَل يَتّهِمونَ الإسلام بِالتَقصير وَ غير الكَمال وَ خُصوصًا بَعدَ أَن يَقَتّص بَعضَ الأفراد عَن قَصدِ الآيات عَن مُحتواها و الأحاديث بِغَرضِ الطّعنِ وَ إِثارةِ الشُّبهات ,
فَتجِدَ الشّباب يُرددّون تِلك الأَقوال وَ يَستَشهِدوا بِما يَحدُثِ الآن مِن فَوضى خَلّاقة تَم إنْماءِها مِن قِبلِ البَعضُ و لِمصالِح مُعينه أو لِتَحقيق مَكاسِب شَخصّية أو لِخَلقِ حَرب بِالوِكالة مِن قِبل بَعض الدّول الأخرى .
كُلّنا نَسعى لِلبحثِ عَن السّعادة , لَكن أَخبرني كيف تَكون السّعادة بِالإستِمرار بِالبَحثِ عَن الإختلافِ و الهُجوم على الآخرين بَدلا مِن البَحث عَن سعادتنا الشخصية في "العِشق الإلهي " :
حتى إذا امتلك الإنسان المال وتمتع بالصحة لن يتوقف عن التساؤل
 إن كان سعيدا أم لا-جورج برنارد شو
لما لا نَتّبع دِيننا الذي نجد الكثير ممن اتبعوه يدافعون عنه بدون أن يعرفوه حقًا,أو أن يعرفوا الإله حقًا.
نَجِد في جميع أَنحاء العالم لِلأسَف لَيس فَقَط فِي عالمنا العَربي عَصبية الجاهِلية , السّب و الإِهانَة الشّخصية و إِهانة بِلاد بِأكمَلها لِمُجرد مَريضٌ سَبّ بَلدًا أُخرى يَتَجنّس بِتِلك الجِنسية .
لِماذا لا أَجد أَحدٌ يَتَحَدّث عَن أَن كُل تِلك الحُدود هي مِن بَواقي الإستِعمار الغَربي الظالِم على العالم أَجمَع , لَم يكُن هُناك حُدودٍ و لا سِلكٍ شائِك ,
"الأرضُ أَرضُ الله"
و كُل مَن يُريدُ التِرحال فيها فَليَذهَب , وَ أظن مِن تَوابع تِلك الحُدود الوَهمية و التي تُوجد فَقَط في ضمائِرنا المُلوثة , وُجود بِلادٍ بِها ثَراءٌ لا يَتناسَب مَع عَددِ سُكّانِها وَ بِلادٍ أخرى تُعاني الجّوع , ليس الفَقر بَل الجوع , هل تَتَخيّلوا كُل ذَلك الكوكَب وَ 6 مِليارات بَل أزيد و يموت طفل من الجوع !
بَل قَد يَقتُلوا طِفلًا مِن أَجلِ إخْتِلافٍ مَذْهَبّي أو دِيني , تَتَكوّن فِي قُلوبِهِم النّابِضَة كُلّ ذَلِك الكُرهِ الأَسوَد الغَريب فِي وَجهِ طِفل ؟ هُناك شيئا خَاطيء في هذا الكَوكَب وَ أَظُن مِن رؤيَتي المُقصِّرة وَ المَحدودة أَنّها بِسبب عَدَم مَعرِفَتُنا مَا هِي السَّعادة ؟
هَل هِي هَاتِف آيفون 6 اس , أو سَيارة لامبُورجِيني صَفراء فاقعٌ لَونها ؟
هَل هِي عارِضَة أزياء و قَد كَبّرَت ثَديَيّها اِصْطِناعيًا لِتُرضِي العُيون المُغَيّبة عَن ما هُو الجَمال , بَعدَ أَن فَقَدت مِعيارُها الطَبيعي بِسَبَب مُحاوَلة الإِعلام تَكبير كُل شَيء لِأَن الطّمَع يَبحَث عَن الأَكبَر و الأَحدَث و الأَفْضَل دائِمًا .
لِما يَشتَري الآباءُ لِأبناءِهم كُل تِلكَ الأُمور المَادِيّة التَي تُعلّمَهم أَن الطَمَع شَيءٌ جَميل , أَن مُقارنَةَ الأَقران شَيئا جَميلا و يُحاولوا أن يَسقُوه لِيَكْبر و يَتَرسّخ فِي عَقلِ تِلك البَراعِم الصّغيِرة التّي مازالت على الفِطْرَة ,
السعادة هي هدف البشرية الحقيقي-أرسطو
رُغم أَنّ هذا الأب الذي يُعلّم الطَمَع لِإبنِه يُعاني يَوميًا مِن أَجلِ اِحضار الرّاتب الشّهري فِي وَظيفة 99 % غَير سعيد بها لَكِنّه مُجبَرٌ عليها و يُعانِي التّعبُ فِيها مِن أَجل المُتابَعة مَع أُسلوبِ الحَياة المُفرِط الذي تعلّمَهُ عن والده أيضا العيش فيه , الزُّهدِ لَيس نوعٍ من أنواع الدَروَشَة وَ السّير فِي الطُّرقات حَافيًا وَ تَرْتَدي عَشرات المَسابِح حَول رَقَبَتِك و لا تَستَحِم إلا بالمَطَر .
" الزُّهد هو الإِسْتِغناء عَن ما لا أَحتاجُه وَ تَركِ ما أَحتاجُه لِمَن يَحتاجُه أَكثَر مِنّي -الفقير الى الله

"تعلموا التسامح مع الحياة , و تعلموا أن المتعة الحقيقية بانشاء جيل يعلم من هو و أعطوهم حكمة الحياة , و قبل أن تنقلوها لهم ابحثوا أنتم عنها لأن مما أراه لا يبحث عنها أحد , كل يجري في سباق الحياة ولا يعلم أنه في نهايتها حفرة كلنا ذاهبون اليها فلما الاستعجال ؟" 


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق