الجمعة، 2 سبتمبر 2016

المحاكمة لفرانز كافكا



رؤية شخصية لأحداث تلك الرواية




بعد مرور أشهر و صراعي مع تلك الرواية الكئيبة و التي لا يختلف واقعها الماضي بحاضرنا و مستقبلنا القريب , لكن كل ما افقد حماسي لتلك الرواية العالمية بعد عدة صفحات كل مرة أنتهز وقت فراغي لأحاول أن أنهيها يصيبني الإكتئاب و أزهدها .
فرانز كافكا صور فساد المنظومة المجتمعية بكل أطرافها و بكل مؤسساتها و أظهر لنا من خلال تلك الأحداث المبسطة المضمون و العميقة في المعنى , كيف يشارك كل المجتمع في نشر الفساد إما بسلبيته و إستسلامه و إما بمحاولة الإستفادة من وراءه , و أظن هذا يَظهر جلياً في العالم العربي حالياً بشكل أو بآخر و على مستويات مختلفة في العمق , و هذا يشير الى مدى تأثير التعاليم المقدسة في روحنا و تعاملتنا من عدمها , و أن النفاق المجتمعي الذي تحدث فيه من قبل نتيجة طبيعية للرقصة الغير الأخلاقية التي يشارك فيها الجميع , مثل رقصة الدَبكَة اللبنانية .
 هذا العالم يسحق العدل بحقارة كل يوم - غسان كنفاني.
قرأت في العديد من المقالات أن كلما إزداد الإنسان وعيا زاد كآبة , لا أعلم مدى صحة تلك المعلومة , لكن أجد في نفسي صعوبة في إستيعاب أن هناك من يفرح و يضحك و يعمل مسلسلات و برامج كوميدية و أخوتهم العرب يقتلون و يموتوا جوعاً , أجد هذا الأمر في غاية القسوة و الظلم.
لكن إذا رجعنا مرة أخرى للنفاق المجتمعي أستوعب الصدمة و أتقبلها لأن من يفكر مثل هؤلاء و يتحدث مثل هؤلاء و يتصرف مثل هؤلاء في حياتهم اليومية لا أستعجب مِن هذا البرود, كلما تجد شيئا لا تجد له معنى أو وضوح هدف أنظر من منظور لا مبالي سَتَستَوعِب كُل شيء .
 كل الفضائل تتلخص في التعامل بعدالة-أرسطو 
الجميع فقد حس العدالة بداخله و حس الرحمة تحت وطأة كل ما شعر و يشعر به في حياته اليومية , فأصبح لا يبالي بما يراه من دماء أطفال أو تفجيرات إرهابيين أو حوادث , أصبح مصمت .
أصبح كل ما يفكر فيه كيف يعيش ليوم آخر , إنه قد يتزوج فقط من أجل إيجاد هدف له , بل و قد ينجب أطفال فقط لأن الزواج لم يوجد له الهدف الذي قد يرتاح له في حياته في قلبه , قد يقبل وظيفة لا تسعده ولا يجد بها أي طموح أو إرضاء لذاته لكنه يقبلها لأن في عالم أصبح به 6 مليار انسان ثلثاه تحت خط الفقر فهناك شيء خاطيء و غير منطقي . 
فلا تبحث عن الفضيلة و لكن عش الفضيلة بداخلك ستجدها حولك .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق