الجمعة، 2 سبتمبر 2016

داعِش ...بِدايَةُ القِصّة



أَكبَر عَدد لِلمُسلِمين لَيسَ فِي الشَرقِ الأَوسَط لَكنّهُ فِي دُول جَنوبِ شَرقِ آسيا .

نَحنُ لَسْنا بِحاجَة لِجَذبِ الأتباع عَن طَريق الكَلام أَو الكِتابَة , يُمكِنُنَا أَن نَفعَل ذَلِك فَقَطْ مِن خِلالِ حَياتُنا , فَلنَجْعَل حَياتُنَا كِتابًا مَفتوحًا يَدرُسُ فيها الجميع. - المهاتما غاندي.

يَتركّزُ الإعلام في هَذِه الأيام على دَاعِش و مَا تَفعَلَهُ في الشّرقِ الأوسَط و مَخاوِف العالَم مِن عَمليّات إرهابيه على أراضيها و بِهذا إنْتَشَر هذا السّرَطان لِيَمَسّ كُلّ مَن شارَك فِي نَشأَته وَ تَغْذِيَة تُربتَهُ الفَاسِدَة مُنذُ البِدايَة لِلْأَسَف.
يَزدادُ الصِراعُ السِياسي-الدّينِي فِي المَنطِقَةْ و رُغْمَ بُعدِ غَالِبَ العَرَب عَن دِينِهم حاليًا لِلأَسَف و الّتي تَشْتَهِر عالميًا طِبقًا لِلإحْصائِيّات بِأعلى نِسب التّحرُّش و أعلى نِسب لِلبَحث عَن مُحتوى جِنسي على الإنترنت أيضًا .
قَد يتسائَلُ البَعض ..
كَيفَ يُؤَثّر "النِّفاق المُجتَمعي" الذي كَتَبْتُ عَنْهُ مِن قَبْل فِيما يَحدُثُ الآن مِن صراعات و إلتِحافِ البَعْض عَباءَة الدّين لِخِدْمَة مَصالِحَه الشّخصِية ؟
لابد أن يتَعوّد المَرءُ أَن لا يُتابِع العالَم المُحيط بِه فَقط في مَدينَتَه أو بَلدِه فَقط لأنّ كُل العالَم أصبَح مُرتَبِط بِبَعضِه بِشدّة و كُل حَدث يُؤثّر مِثل حَجر يَصطَدِم عَلى سَطحِ ماءٍ مُستَقِر.
لا تمش في الناس إلا رحمة لهم *** و لا تعاملهم إلا بإنصاف-أبو العتاهية

و بالتّالي لِمَن تَابَع أحداثِ العِراق فَإنّه يَعلَم أَنّهُ بَدَأَت الفَوضى الحالِية في المَنْطِقَة بِسَبَبِ السُقوط المُدوّي و السّريع لِنظام صدام حسين في العراق ,
"الرئيس الغافل" كما أفضل أَن أُسَمّيه بِسَبَبِ إنزِلاقَهُ فِي إحتِلالِ الكُوَيت فِي تِسعيناتِ القَرنِ المَاضي.
ما عِلاقَة تِلك المَجموعات الإرهابِية بِسُقوطِ صَدّام الإجابةُ بَسيطَهْ , رَد الفِعْلِ العَكسي لِلإضْطِهادِ المَذْهَبّي الذي بدأ مع صدام , فَأصبَح السُّنّة هُم مَوضِع الإِضْطِهادِ المُنَظّم مِن الدّاخِل و الخَارِج مُتَمَثِّل في النُفوذ الإيرانِي في السِياسَة العِراقَية وَ التّوَجُّه الديني لِلبلاد , وَجَدَت جَماعاتٍ مُتَطرَفة من القاعدة بيئة خصبة للنُمو,
خُصوصًا بَعدَ رَحِيل قُواتُ التّحالُف لِلعراق بَعدَ تَدميرها تَمامًا و تَدمير كُلّ مُؤسساتها , بِدونِ الإهْتِمام الحَقيقِي لإِعَادَةُ الإعْمار إلا...
 لإيجاد مَصدَر لِسَرقة خيرات البلاد و تقسيمها بينهم , كما ظهر من إعترافات قاداتهم , حتى مٌسمى أَسْلِحَة الدّمارِ الشّامِل كَانَت لِإرعَاب مُجتَمعاتِهم لموافقتهم على صرف كل تِلْك الأَموال مِن أَجل أَصحابِ شَرِكاتِ البِترُول العَالَمَيّة وَ مُصَنّعي السِلاح , للإستفادة قليلا بعد فترة ركود دولية بدون حروب .
ألا فتشوا مذاهبكم بإخلاص ، فتِّشوها بلهفة العاشق ، فتشوها بطهارة الطفل ، وحرقة التائه ، وإيمان المحتضر ، تجدوا فيها السلامَ الذي إليه تطمحون ، والطمأنينةَ التي بها تحلمون ، والحريةَ التي باسمها تترنَّمون. - ميخائيل نعيمة
أنا أَذكُر قَبل بِدء كُل تِلكَ الفَوضى الخَاصَة بِظهورِ داعش بَدأَت مُظاهَرات بِالمُطالَبَة بِإنهاءِ كُلّ ذَلك القَتل المُمَنهَج ضِد السنّة و الحَبسُ التَعَسّفي ضِد شَباب المُدِن الشمالية السٌنّية , وَ أَصبَحَ رَد الفِعل الشِيعي على السنّة إنتقامي أَكثَر مِمّا كان ,
و قِيل في الإعْلام الحُكومي أَنّ هُناك قِيادات مِن حِزب البَعث الذي كان تابع لِنِظام صَدّام البائِد و قياداتِهِم مُندَسّين وَسط الجُموعِ و هم مَن يقودون المُظاهَرات ,
و بالطبع تم وضع الإتهامات المعتادة...
عِندما يُوجَد صَوتٌ يَشكوا مِن أي ظُلم , يُتّهموا بالعمالة الغربية أو بالسعي للفساد في الأرض و تَدمِير النجاحات المتتالية الوهمية للسلطات , و الخيانة و انهم أسباب تخلف ركب دولهم عن السباق العالمي للتطور فَتَطوّرت الأحداث نَتِيجة القَمْع التّعَسّفي ودائمًا الظّلم يَجِد مَن يصطاد خلال مِياهه العَكِرَة لِيَسْتَدرِج الجُهلاء وَ الغافِلين و مَن فَقَدوا الأَمَل فِي حَياةٍ كَرِيمَة تَحت مُسَمّياتٍ رَنّانَة . و بِهذا ابتُلِىَ العَالَم بِكُل ما يحدث الآن لِلأسف .
ارحمو من في الأرض يرحمكم من في السماء-محمد رسول الله صلى الله عليه و سلم

و أول متضرر له هم العرب سنة كانوا أو شيعة أو كأكراد فكيف يدعي الإعلام العربي قبل الغربي أن هؤلاء هم الإسلام و يزيدوا تهميش الدين من حياة المجتمعات تحت مسمى الحماية من التطرف.

 ... لأن هؤلاء مثل السرطان لا يفرق في البطش أو الاستبداد مثله مثل الحاكم الظالم من الجهة الأخرى , كمن استعانوا على الرمضاء بالنار .
خُلاصَةِ الأَمر , نَشأَة تِلكَ الجَماعاتِ الإرهابِيّة بِسَبَبِ وُجودِ الظّروفِ الفَاسِدَة التي سَاهمت فِي نَشرِ تِلكَ الأَفكارِ السّامَة بَين الشَبابِ المغرر به في داخل العالم العربي و في الغرب,  لِفقدِهم الأَمَل فِي أَي عَدالةٍ إِجتِماعِيّة وَ تَسييسِ علماء الدين الرسميين لكل ما تراه حكوماتهم دون الإهتمام بما هو الحق و أين هو .
إن الله يعذب الذين يعذبون الناس- محمد رسول الله صلى الله عليه و سلم
لا يُمكِن إلّا الإعْتِرافِ أَنّ بَعدَ أَكثَر مِن سِت سَنواتٍ وَ عَشراتِ الدُّول التَي تُحارِب في العراق و سوريا و اليمن , لو كانُوا فَقَط جَماعاتٍ أَجنَبِيّة لَنَضِبَت منذ زمن , لكنهم يَنْجَحُوا في اِستِقْطاب وَ مازالو يَستَقْطِبون الأَفراد المَحلِّيين لِما يَرونَه مِن الطَرف الآخر كَمَن يَهرُب مِن الرَمضاءِ الى النار .
لا أَعلَم كَيْفَ يَتَعلّم الشّاب دِينَه مِن على الإنتَرنِت بِدونِ اهتِمام المُجتَمع أَو الأُسرَة بِديِن اِبنِهِم و ما الذّي يقرَأُه و مِن مَن يَتشرّب أفكارُه .
إجْمَعوا الأطفال و الشّباب وَ عَلّمُوهم دِينَهم قَبل أَن تَفسّد عُقولُهم من قبل هؤلاء القتلة و ينجروا لشلالات الدماء التي لا تنتهي في عالمنا العربي يوميا ,
المُصِيبَة لَيسَت فِي ظُلمِ الأَشرار بَل فِي صَمتِ الأَخيار- مارتن لوثر كينج
و في النهاية أدعو الله أن يصلح حال بلاد العالم كلها , و أن ينتهي كل ذلك الجنون , لأني أشعر أننا على أعتاب حرب عالمية ثالثة , و أدعو الله أن لا أراها ولا أحفاد أحفاد

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق