الثلاثاء، 20 أغسطس 2013

جحا رئيسا


ما حدث في مصر من تسلسل سريع و عنيفما بين طرفين ، 

فدوليا : هو المتظاهرين السلميين رافضالنقلاب و ما بين حكومة عسكرية بقيادة السيسي الذي استغل منصبه لعمل انقلاب عسكري غاشم على

الرئيس المنتخب مرسي.

و محليا : ما بين الإخوان المسلمين و السلفيين اليمينيين و في المقابل باقي الشعب بكل طوائفه و فئاته الأخرى.

 

هل حقا مرسي فشل أم أنها مجرد نتيجة طبيعية لكل المواقف و ردود الأفعال المتتالية ضده؟ 

هذا إن كنت ضده كعضو في جماعة الإخوان المسلمين أم كرئيس منتخب جاء على مضض من جميع مؤسسات النظام السابق المتوغلة أم من شعب تقبله 

لعدم وجود بديل؟

علينا أولا أن نتقبل أن نتقبل و نعترف أن المتظاهرون جزءان :

جزء من الإخوان المسلمين فعلا و هؤلاء أنفسهم منقسمون إلى نصفين نصف نزل في التظاهرات طاعة لشيوخه دون أي وعي أو فهم أين الصواب

و نصف نزل لأنه يعلم أن الإخوان إن سقطو فلن يقومو مرة أخرى .

و الجزء الآخر من المتظاهرين هم مصدومين و حزانا على أن صوتهم ألقى في القمامة في صندوق وقف أمامه بالساعات ليعبر عن رأيه أيا كان ،يدعي انقلاب على شرعية هو يؤمن بها،

و لكن هذا الفصيل إنما هو فصيل رومانسي لا يقبل الحقيقة أننا كمجتمع مصري فاسدون بالفطرة و ثقافة  `الفهلوة` و `الشطارة` هي السائدة،

و بالتالي فإننا نرفض كل من يحاول أن يقودنا حقا كان أم باطلا أو حتى يفتي فينا ، لذا توجد مقولة دارجة 

`مصر بها 80 مليون مفتي و 80 خبير سياسي و عسكري` 

نحن شعب الفهلوة ،مع العلم أننا نعلم الصواب و الخطأ جيدا.

و لكن عزتنا و كرامتنا تمنعنا من الإعتراف بحقيقتنا لأنه يعتبر جعل واجهتنا المصطنعة منذ قرون أننا أفضل البشر و هذه كذبة في مخيلتنا فقط ، و لكنها كذبة 

تأصلت فينا .

أن تسرق هي شطارة ، أن تغش هي فهلوة ، أن تكسر إشارة المرور أو تمر عكس السير فهي قمة الصياعة.

نحن فعلا لابد أن نساق ليس لأننا بهائم لا سمح الله و لكننا ثقافتنا القمعيه و تربينا على هذا من مراحل التعليم الأولى، و لهذا عندما نجحت ثورتنا `الغير مقصودة` 

 لم نعرف ماذا نفعل لأننا لم نتوقع نجاحها و لأننا متشائمون بطبيعتنا ، فسلمناها للمجلس العسكري و الذي كان به شبهة فساد بداخله و خارجه

.

و لكن كانت بنا ثقة الطفل و سعادته بعدم استيعاب نجاحه و بأبيه القوي ذي المسؤولية، و لكن ما ظهر من الأب أنه سكير عربيد يتمتع بالقسوة على أبناءه

أبناءه ليخفي ضعفه في إدارة منزله و عاث فسادا قيادة و ليس أفرادا ، و لكن طفله تعلم رفع صوته تعلم أن لا يصمت على أي ظلم تالي للأحداث ،

فنادوا برئيسا منتخبا فظهرت قيادات عدة محسوبة على المعارضة للنظام القديم و لكن كما سبق و قلت كلنا فاسدون و لكنهم صدقوا أكذوبتهم أنهم من قيادات الثورة و ظهرت حقيقتهم جميعا عند أول إختبار حقيقي فيه إختيار بين مصلحة الشعب و مصالحهم الشخصية ، 

فلهثوا خلف الكرسي الذي لم يجف عرق مؤخرة حسني المتهدلة منذ 30 عاما منه بعد،

و أوصلنا إلى موقف ما بين رئيس إخواني يرفضه الشعب لانهم لم يساندوا الثورة منذ بدايتها  و ما بين عجوز خرف من النظام السابق به شبهات فساد.

و عشنا العذاب مع أحمق لم يصدق أنه أصبح رئيس مصر بعد أن كان هاربا من القانون في نفس منذ شهور ، 

فأصبح رئيسنا المنتخب و لأول مرة في تاريخ مصر التائه يقاد من جماعته و لمصلحتهم و سعى للانتقام و بكل حقد هو و عشيرته من شعب مصر

و اعتبرها غنيمة غزوة خيالية في عقولهم المتخلفة التي أضاعت فرصة للم الشعب المصري خلفهم و تأييدهم له ،

و لكن جماعة عاشت و تعيش على الصفقات السرية داخليا و خارجيا لا تستطيع أن تتغير في يوم و ليلة و سرعان ما بدؤوا في ما هم فيه محترفون،

و مع بعض لمسات من طيور النظام البائد الذين كانو و مازالو يبكو في الخفاء على الكنز المسمى مصر و التي ضاعتمن بين أسنانهم،

و ساهم الأحمق في تكملة الصورة المثالية للحمق المطلق و جر مصر الى دوامتها.

لم و لن أحترم مرسي رئيسا و ألعن حتى اليوم كل من ساهم في كونه رئيسا و أولهم صباحي و أبو الفتوح و كل من كانت له فرصه لتغليب مصلحه م

مصر و لكن طمعه أعماه

و في كل هذا الصراع القذر على السلطة ،نسوا أهم شيء .... المصريين أنفسهم ماهو حالهم و هم يشاهدون و يعايشون كل هذا العنف و فقدان 

أبنائهم و الكلاب تنهش لحومهم على مر الأيام و تنهش في أرزاقهم،

يكفي بالقول أن المقدم الضاحك باسم يوسف أصبح محبوبا أكثر من رئيس انتخبته ايدي مصريين لاول مرة و في أقل من سنة، تخيلو

شعب من كثرة احباطه يجد المواساه في السخرية من رئيسهم الذين قدمو الدم من اجل ايصاله الى هذا الكرسي و ماذا قدم له مرسي بالمقابل 

عندما فاض بهم الكيل  ،التمسك المستميت بكرسيه و مشي قتلا فيهم بل و دعى الى تقسيم جيش مصر الأبي و رفع سلاح المصري في وجه أخيه،

الطبع يغلب التتطبع يا أخوان و لكن مصر كبيرة عليكم ،

 هكذا بدأت النهاية