الجمعة، 15 يوليو 2016

النفاق المجتمعي


رؤية شخصية لا تمت للواقع المثالي العربي بصلة



الأخوة العربية بين الواقع و الخيال
بعد سنين عمري المعدودة والتي تعتبر لبعض الشيوخ كأني طفل ولد بالأمس وليس لي أي صفة او رأي حتى أحاول أن أبديه ,
تنبهت لحقيقة صادمة لي أولا بسبب ديني و ثانيا بسبب قوميتي التي تقول أن العرب هم أهل الكرم و الجود .
كل تلك الأشعار وكل تلك المحاولات المضنية من قبل المجتمع لتجميل نفسه أمام العالم بقوله نحن العرب جميعا نحب السلام و الخير و نحب كل ما هو جميل في الحياة ,
لكني لم أجد هذا حتى الآن .
أظن بداية كتابتي لم ترضى الغالبية و قد تحفزوا ليزودوا عن قوميتهم و عروبتهم , لا بالأدلة و البراهين , لكن بالطعن في شخص الناقد اما بانتماءه او بتزلفه للغرب الملوث او حتى بضعف الايمان ,
مع أن حاشا لله أن أكون أيا مما سبق , كل ما هنالك لقد تعبت من محاولة وضع قاعدة لما أراه حتى أتقبل ذلك التناقد الرهيب في كل مظاهر حياتنا الدنيوية او حتى علاقتنا مع الله.
عندما تجد أن من يذهب لبيت الله يأخذ هاتفه لا ليطمئن به الأهل و الأحباب لكن ليصور نفسه أمام أصحابه و أقاربه أنه بالفعل هناك و يظهر نفسه بلبس الإحرام وغيره بل قد يصل به الإندماج في هذا النفاق المجتمعي أن يطلب من أحدهم أن يصور نفسه وهو يدعو ربه ليظهر خشوعه و تقواه ,
و يصل به الأمر ان يضعها على صفحته على الفيس بوك من أجل ان ينال الدعاء بالقبول و المدح .
اذا لم تجد كل ما سبق فيه شيء غير مقبول عقلاَ و قلباً اذا لظهر بكل وضوح أن مازال هناك فطرة بداخلك لم تلوث بثقافة القطيع.
كان في زمن صدر الإسلام الإنسان المتدين بحق يخاف أن يظهر أي شيء من عباداته حتى لا ينال قلبه الرياء فكان يتصدق في الخفاء , يطعم الفقير في الخفاء , يصلي القيام في الخفاء , وكان الصحابة يتنافسون بينهم اذا علموا فقط أن هناك من سبقهم لباب خير جديد لم يدخلوه .
أما الآن كل فرد أيا كان دينه و أيا كان معتقده , فهو يحاول أن يظهر تقواه بالنفاق المجتمعي , مع أن الرسول قال لنا أن "الدين المعاملة" , فتلك ما نفتقدها نعتقد أن الدين فقط في صلاتنا و صيامنا و نسينا أهم شيء معاملتنا للآخر بصفاء قلب دون تخوين و دون نفاق سمج يقبح الروح , فلقد حاول الرسول لنتعلم ذلك و قال لنا " تبسمك في وجه أخيك صدقة " , افتحوا صفحات الانترنت لتجدوا كيف يهاجم العرب بعضهم بعض بهمجيه و تخلف لا ينافسهم فيها الا الغرب , أجل الغرب به تلك الصفات السيئة من نفاق و اضطهاد و ما الى ذلك .
اباح الغرب كل الوسائل الأخلاقية و الغير أخلاقية للحصول على مبتغاه في الحياة المجتمعية أو السياسية أو الإقتصادية , لكن هم فاقدين لمن يقودهم او يعلمهم ان ما يفعلونه خطأ فوضعوا قوانين تجبرهم على الإلتزام بتلك القواعد الأخلاقية البسيطة حتى لا يدمروا بعضهم بعضا , لكن في العرب رزق العرب ايا كان دينهم بهدية من الرسول بأن قال أن الله مطلع حتى على قلوب الناس لكن لن يحاسبهم الا بما تفعل ايديهم , و بذلك أوضح لهم أن ربهم يعلم بنواياهم فدعاهم لتحسينها حتى لا يحرجوا من خالقهم ,
 و اوضح لهم ان حتى ان وسوس لهم الشيطان بالفعل السيئ لن يحاسبوا عليه الا اذا فعولوه او قالوه بالسنتهم و بهذا طمئنهم لان الله يعلم ان الانسان ليس معصوم من الزلل .
فلماذا نجد العرب يتحدثون عن الكرم و الجود و اخوانهم في الدول الاخرى يتضورون جوعا و هم يصنعون الموائد التي تلقى باطنان منها في القمامة لزيادتهم عن الحاجة , لماذا يسافرون لاوروبا و يصرفون المليارات في التنزه و الاستجمام و يقولون المؤمنون أخوة , كيف يخرج مصلي من صلاة الجمعة ليسب الناس في الشارع , ما معنى الصلاة بالنسبة لهم ؟
لقد  وضح الله لنا أن " الصلاة تنهى عن الفحشاء و المنكر و البغي "
لماذا نسمح لداعش و مثيلاتها أن تدنس اقدس جملة في الإسلام و خاتم رسول الله و تحرم المسلمين جميعا من اظهارها او حتى كتابتها خوفا من اتهامهم بانهم اعضاء في تلك الجماعات الإرهابية المتطرفة بل نقف في موقف المشاهد الصامت عندما نجد الأوروبيين و غيرهم يستبيحون أن يهينوا تلك الرموز بدعوى أنها داعشية و هي من داعش براء  مثلها كمثل قوس قزح و الشواذ جنسيا , اعتبروها رمزا  لهم و لاتجاههم الجنسي فاصبح كل ما يمت لقوس قزح مدنس المعنى رغم عشقي لتلك الألوان السبعه التي لم أعرف غيرها طوال طفولتي لأن سيء في الرسم .
خلاصة الأمر , 
تعلموا أن النفاق لا يعود لك بمصلحة مؤقتة أو فائدة .. لكنه سيعود عليك بفساد الروح و فساد الضمير أيضاً .