الجمعة، 2 سبتمبر 2016

اللّهُم هِجرة





كم مرة سمعتها حتى الآن إن لم تقلها بنفسك بين اوساط الشباب ، خواطري العشوائية لما بعد منتصف الليل


"كل ما في هذا المقال خيالي ولا يَمُتُّ لِواقِعُنا العَربّي السعيد بصلة"
الأهم من ان تتقدم بسرعة هو ان تتقدم في الاتجاه الصحيح-توماس اديسون
لَم نَتّفِق في رَأي وَ لَم نَتّفق في إتّجاه سياسي ، لَكِن لِلأسَف إتّفَق العَرَب أَنّ شُعوبَهم غَير قابِلة لِلإحْتمال فَحَلِموا بِالهِجرة ،
عَلى الرُغمِ أَنّ أَغلَب هَؤلاءِ الشّباب هُم مَن في لَحظاتِ الحَقيقَة النَادِرة مَع النَفْسِ قَد تَجِدَهُم يَحمِلونَ بَينَ طَيّاتِ أَنفُسِهِم نَفْسَ صِفاتِ الشّعوب التَي يَنتَقِدوها ،لَكِن للِأسَف هَكذا هُو الحَال ،
البَحثُ عَن كَبشِ فِداءٍ لِواقِعنا المَريِر ، ألا وَ هُو "الآخر" ،
الظُروفِ الإقتِصادية تَقِف فِي وَجهِ الشّباب ويَلومونَ حُكوماتِهم لَكن الحَقيقَة مَن يَجِب أَن يُلام هُم مَن سَمِحوا لِحكوماتِهم أَن تَفعَل هَذا فِي شَبابِهم وَ طاقَة المُجتَمع و مُستَقْبَلَه،
على الرُغمِ أَنّ المُجتَمع كَكُل إذا نَجح نَجح بِإرادَتِه و كُلّ المُجتَمعات التي انْتَظَرَتْ شَخصٌ أو رمزٌ يَأتي لِيقودَها لِلنَجاح و النَصر فَشِلوا أَو تَحوّلو لِشَكلٍ مِن أَشكالِ الفَاشِية.
أَيْ مَن تَدعوه و تُصلّي مِن أَجلِ أَن يقودَك هُو نَفسَه مَن سَيلقيكَ اِلى التَهلُكة .
لِماذا تَجدُ الشّعوبِ بِعُقولها المُختَلِفة عُمقّا, أَنّ هُنالِك مَن سَيَبْحَثُ عَن سَعادَتِي وَ عَدالةِ حَياتي غَير نَفسِي ، و أنّ مَن ظَلَمَ غَيري بِمُبارَكتي لَن تَدورَ الأيّام و يَظلِمَني اِذا وَجََدَ المُبَرِّراتِ الكَافِية مِن النّاصِحين حَولَهُ كَما كُنت أنت يوما مِثلَهم.

"قِصّة الثِيران الثَلاثَة"

لا تُفارِقُ ذَاكِرَتي مُنْذُ سُقوطِ بَغداد ، وَ في الأَثناء أُشاهِد الدُّوَل العَربِية وَ هِي تُفرَط كحبات عُقدِ اللؤلؤ الأبيَض الذي أسود مِن حال شُعوبِها ،
فَمَن لَم يَسقُط زَادَت سَطوَتُه ، وَ مَن سَقَطَ زَادَ دَماره،
أصبحت مؤمنًا أنّ كُلّ هذا هُو مِن ذَنْبِ فِلسطين,
عَلى شُعوبِ العَرب أَجمَعين ، فَهُم لَم يُشاهدوا ما يَحدُث يَوميًا بَين طَيّات الإِحتِلال ,
رِوايَة (مَلحَمةُ القُدْس): مٌنذٌ القَرنِ الماضِي و هذا الشّعبُ مُعاصِر لحالة التّصاعُد لِحَبْكَةِ الرِواية حتى اقتربت من ذروتها ، لكن لم يعد أحد يبالي ، كلٌّ يَبكي على ليلاه الآن.
و بَعدُ مَعرِفَتِنا الدّافِع الحَقيقِي لِرَغْبَةِ الشّباب بِقَطْعِ الجّذور مُدّعيين أَنّ الهَدف ماديّ بَحت ،
لَكن الحَقيقَة إِنّهُم يَبحَثون عَن مَن يُصوِّرهم و خَلفَهم الطائِرَة إيمانًا منهم بأَنّهُم نَجوا مِن الدّمارِ و هُم سُعداء بِذلك على الرغم مِن أَنّهَم تَركوا الأهل و الأصدقاء لنفس الدمار الهاربين منه.
لَكِنّهُم نَسَوا أَنّ أَغلَب المُسافِرين يُسافِروا لِلدُوَلِ العَرَبِيّة، الدُوَل التَي تَتَعامَل مَع الغَربِي أَفْضَلَ مِن مُواطِنيها أَنْفُسَهُم وَ تَمنَحَهُ الصّلاحِيات وَ النُفوذ التَي لا يُتاحَ نِصفُها لِمواطِني تِلكَ الدُوَل عَلى أَراضِيه ،
لَكِن الجِين المُصطَنَع فِي عُقولِنا وَ خَلفَ أعْيُنِنا دَائِمًا أَنّ الغَربِي عُنْصُرٌ أَسمَى مِن العَرَب .
نَحنُ لَا نُرَحِّبَ بِالغَرْبي فِي بِلادِنا لأِنّنَا كُرَماء لَكِن لِأَنّهُ يُذَكِّرُنا بِأَحلامِنا وَ طُموحاتِنا الخَاصّة بِأَجيالٍ نَشَأَت دُونَ شُعورٍ بِانتِماءٍ حَقيقي ، وَ تَهمِيشٌ على جَميعِ المُستَويات فِي المُجتَمَع حَتى عَلى مُستَوى الأُسرَة ، َسواءٌ كَانَ فَتى اَو فَتاة.

فَلِكُلّ مَن يَبحَثُ عَن حِلم الهِجرَة ،

لاَ تَحلم بالجَنّة هُناكَ يا صَديقي ، فَهناكَ أَنتَ اِرهابّي محتمل حَتى إيجادِ الأَدِلّة،
سَتَبقَى تُدافِعُ عَن نَفسِكَ فِي تَذَلُّلٍ أَغلَبَ الأَوقاتِ لَِكَسبِ تَعاطُفَ المُجتَمع الذي يَدفَعُ ضَرائَِبهُ لِحكومَتِهِ التَي هِي مَن تَدعَمُ الإِرهابَ فِي جَوانِب أَوطانِنا مُنذُ أَن تَركها الإحتلال العَلني ، لِلإستِعبادِ المُستَتِر،
وَ لِهَذا كُلّ شَيءٍ مُرتَبِط بِأَقذَرَ مِهنَةٍ فِي عَصرِنا الحَالي أَلا وَ هِي السِّياسَة ، فَدع أَحلامَك جَانِبًا إذا أَردتَ أَن تُهاجِر وَ مَعَكَ مَبادِئُكَ وَ كَرامَةِ دِينِكَ وَ جُذورِك الغَير مُلَوّثَة ،
فَلن تَعيشَ فِي هناءٍ ، أَملُك الوَحيد هُو الإِنخلِاعُ عَن جِلدِك وَ التّحايُلَ لِتدهِنَ جِسمِك بِلون آخر أفْتَح ، وَ لَن يُصدِّقَ تَغُّيِرَك اِلاّ اَنت ، اَمّا البَاقِي سَيراكَ كَمسْخٍ عَرَبّي مُسلِم ، غالبًا .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق