الأحد، 17 يناير 2016

الصراع الحضاري و الأخلاقي بين المجتمعات


الصراع الحتمي داخل المجتمعات الغربية بين الإنفصال و التقارب مع دول العالم الثالث

يقول وليم شكسبير -إذا كانت سعادة الإنسان مرهونة بوجود شخص أو بامتلاك شيء محدد فما تلك بسعادة.

تتوالى الأحداث عالميًا سياسيًا و إقتصاديًا لدرجة أثارت رعب جميع الخبراء الدوليين في محاولة توقع المستقبل القريب و حتى هذا فشلوا فيه .

 بكل بساطة لأن متخذي القرار أنفسهم لا يعلمون وليس لديهم معطيات كافية عند إتخاذهم تلك القرارات , بكل بساطه حكومات دول العالم الثالث هي حكومات "رد الفعل و الترقيع" .
متى حدث أمر في تلك الدول تحدث تلك الأحداث بالتوالي :
إلقاء أصابع الإتهام على أي شخص , المهم أنه ليس المسؤول المباشر عن ذلك الخطأ .
دفن هذا الخبر إعلاميًا و إذا فشل -و هو يفشل  كثيرًا بسبب الإعلام المجتمعي - يتم إيجاد مبررات لحدوثه.
محاولة ترقيع المشكلة و إيجاد حلول وقتية و ليس مؤقتة أي بإنتهاء الموجة المجتمعية عليها قد ينهار هذا المُسَكِّنْ الموضوع بغير دراسة ولا أهمية لعواقبه القريبة أو البعيدة على المجتمع و المنظومة ككل .
ثم أهم مرحلة هي مرحلة السبات بعدها .

عجزت العقليات الغربية على محاولة التواصل على المستوى الفكري مع تلك الحكومات و الأنظمة مما أدى إلى إيجاد وسيط  يتحدث اللغتين و هنا ليس لغه العربية و اللغة الأجنبية , بل لغة الرشوة و الواسطة , لأنهم يخافون من المحاكمة أو حتى التسجيل الذي قد يؤدي بحياة مسؤول أو حتى رئيس عندهم , ليس لأنهم شرفاء لكن قوة الأفراد كمجتمع قوية لدرجه قد تسحق أي مسؤول مهما كانت أهميته .

و بالتالي تواصلت تلك الحكومات مع بعضها بما يتناسب مع عقليات المستقْبِل لها , و هنا بدأت المشكلة ,  الميكافيلية هي مرض الأرض و ليس مرض العصر , متى أردت شيئًا ستجد الوسيلة و الغاية لإشباع تلك الرغبة في الحصول عليه, حتى لو كان كل الطرق الشريفة- الغير إنتهازية للغير- مسدودة لأن كل ما يرغب به الفرد هو شيء أناني محض , مساعدة الفقراء أو الأقل حظا من أفراد أو مجتمعات  هي أيضا أنانية محضة, لأن لو كانت مساعدة الغير تثير الغثيان أو تسبب ألم جسدي أو معنوي هل كان هناك من أحد سيساعد أحد ؟ 
بالطبع لا ......
لكن بالنسبة للأسوياء مساعدة الغير هي غاية نبيلة بالطبع لكن هناك عائد نفسي و معنوي من راحة و شعور بالرضا الداخلي و أنك فعلت شيء غير أناني و ترى تأثيره في المجتمع من سعادة الآخرين و إرتياحهم .
تخيل أنك إذا ساعدت أحدًا قد تشعر كمن طعنك في قدمك ؟ هل كنت ستساعده ؟؟ .... بالطبع لا .
هذه هي الحياة لا يجب أن نساعد الآخرين من مبدأ شعور السعادة و التسويق له من هذه النقطه .

يجب مساعدة الآخرين لأنك شئت أم أبيت نحن في بيت واحد هو " الأرض" و لا تتخيل أن أنانيتك قد تنقذك عندما تثور الجماهير الجائعة و الفاقدة لأي أمل في الحياة لدرجة الإنتحار أن تلتزم بقوانين وضعت من قبل من يأكلون و يشربون و يعيشون رغد العيش و يضعون القوانين بما تهواهم و تتناسب مع طموحاتهم و ترضي مع قليلا من الدعاية الإعلامية قلوب المساكين من يحلمون بأمل العيش الأفضل في المستقبل .

نحاول دائما أن نقارن أنفسنا بالمجتمعات الغربية في تحررها و عدم مبالاة المجتمع بما يفعلونه علنًا أو سرًا , لكن الحقيقة أن حتى هؤلاء يشعرون بالفراغ , عقول تائهة تبحث عن الخلاص و لا تجده لذا تجدهم يجدوا نشوة في الكتب التي تتحدث عن الغيبيات و السحر و ما إلى ذلك , يبحثون عن أي شيء غير ما يرونهم لأنهم يعلمون داخليًا أنه إذا كانت الحياة فقط ما تعاش من السبعين او الثمانون عامًا و تنتهي في الفراغ الشاشع فهناك شيئًا خطأ ,
 و كل من عاش في دول أوروبا أو دول الأمريكتين قد يؤيدني أو يعارضني الأمر عندي سيان , لكن الدراسات أكدت أن الجميع يبحث عن سر الحياة و تلهيهم الحياة بالتزاماتها فترة ثم يعودوا لسعيهم الحثيث في البحث عن الحقيقة .
خلاصة القول ... 
الِّدِينُ لا يُشْبِعُ البُطونِ , و الْدُنْيا لا تُشْبِعُ الُّروحِ , و ليس هناك معايير أخلاقية للحياة , الأخلاق هي ما إجتمع على أنه الأمر "الصواب " طبقا لما وضع هذا الأمر و تم تسويقه على أنه صواب , و الأمر الخطأ هو ما تم تسويقه على أنه خطأ , إذا أردت أن تجعل مجتمعًا فاضلًا ..... سَوِّقْ إعلاميا و مجتمعيًا ما تريده و سوف تحصل عليه , لا تنتظر من الناس أن تكون مطابقة لمقاييس العدل و الصواب فطريا , لأن الظروف الحياتية و التأثيرات الجانبية لكل فرد توضع في بوتقة واحدة للعقل و على أساسه توضع الموازين الضميرية . 
 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق